خالد عبدالرحمن .. الحاله الإنسانية المتفرده

اعجبني كثيرا فيديو قديم لكنه متداول للنجم الكبير خالد عبدالرحمن وهو يتحدث عن غلاء واسعار التذاكر الفنيه المبالغ فيها ، وكيف أن 500 ريال تملي البيت بالأرزاق  ، وقد تناقله محبوه للرد على حفلات تقام لفنانين بأرقام فلكية .

النجم خالد عبدالرحمن لم يزرنا من كوكب خارج حدود الأرض ولم يولد وفي فمه معلقه من ذهب  فهو ملم بالواقع وظروف المعيشة واختلاف دخل الأفراد ولذلك فهو في هذا الفيديو يرسل رسالة مؤلمه ومؤثره لمن يرعون المهرجات والحفلات الفنيه بتخفيض اسعار التذاكر ليكون فيها نسبة وتناسب على حد قوله .

خالد عبدالرحمن قامه فنية كبيرة ، نجاحاته تتحدث وصوته الجميل لامس شغاف القلوب واصبحت لنا مع كل نبرة في صوته وكل نغمه في موسيقاه قصه  وحكايه نرويها عشناها وبكينا وفرحنا بها .

خالد ( مع حفظ الألقاب ) الفنان الوحيد الذي تحدث بصوت الإنسان البسيط ليس في الخليج فحسب بل في انحاء العالم العربي ، وهذه ميزة الفنان الحقيقي الذي يعكس نبض الشارع فهو يبدع من اجل الناس ويقدم اجمل ماعنده من اجل الناس ، الناس الذين ساندوه ووقفوا معه من بداياته وحتى الآن ، فمن الواجب عليه ان يراعي ظروفهم وأن لايرهقهم بشكل او بآخر ، إما بتذكرة مسرح او اعمال حصريه تستدعي سحب المال في زمن الغلاء ، مع ان هناك فئات من الممكن ان تدفع المبالغ الطائله في امور تافهه وقد يراها ( الغلابا ) مجرد كماليات ، لكنها مبكيه ومحزنه  .

من الصعب حقيقه ان نرى فنان لا يهتم بالقشور بعيداً عن المضمون ، ينفخ نفسه مثل البالون وسرعان ماينفجر ، يرتفع بالمال ويغني من اجله فهو كحصالة النقود لايمكن ان تعطي إلا بتغذيتها حتى وإن كان صوته قبيحاً ، وللأسف مثل ماقال  الامير خالد الفيصل ( لكل شراي بضاعه وسوقي )  ، فقليل  من الفنانين اللذين يحملون رساله سامية بين جوانحهم كما يحملها ابو نايف .

عندما نتحدث عن الصدق فنحن نتحدت عن خالد عبدالرحمن وعندما نتحدث عن الأخلاق وطيب المعشر فنحن نتحدث عن خالد ، خالد  خلطه جميله ولذيذه يستسيغها الجميع ، اصيل بأصالة القهوه العربيه والبن والهيل ، إكتسب من الرمال التي يعيش بين كثبانها البساطه والهدوء ، ومن الجبال التي يتسلقها الشموخ والرفعه  واشياء كثيره يصعب علي حصرها حقيقة واخشى بصريح العباره ان أبخس نجمنا الجميل حقه .

عندما يقابلك اسلوبه مختلف ، ولقائه مختلف وحتى حديثه مختلف ، يزرع الهدوء في صخب المكان ويعطر الأجواء ببساطه شديده ، عندما تقترب منه تشعر انك امام اخيك او صديقك فينتابك شعور انك امام شخص عادي من الممكن ان ( تمون عليه ) وتتحدث بما تشاء ليبتسم ويلاطفك بشكل غير معقول وكأنه يعرفك من سنوات طويله .

خالد عبدالرحمن ( حاله إنسانيه غريبه ) تفاجئك بغرابتها و لن تجدها في هذا الزمن ، فهو من زمن الأولين ، لم تغيره الحياه الرغيده ولا عدسات المصورين ولا السجادة الحمراء ، ولا تلك الصور التي ملأت ومازالت تملأ الصحف وبرامج السوشال ميديا عنه وعن فنه وحضوره البهي  .

من من الفنانين حاول ان يخلع رداء النجوميه الفضفاض والجوح ويسقط قلاع المنجنيق المحاصر بها ليزور ( بسيارة بسيطه ) مدن المملكه ويبرز جمالها وطيبة اهلها  ؟ ،  من غير خالد ؟ .

عندما اراه واقابله بالصدفه اشعر انني امام نموذج إنساني مختلف .

عندما اشاهده يدور حديث نفسي في داخلي  : هذا الذي ملأ الأرض حب وفرح ونشوه  ؟

هذا هو من غنى ذات يوم : اصفى من المي القراح الزلالي؟

هنيئا لنا بخالد عبدالرحمن ، فهو نجم سيعيش في قلوبنا سنوات طويله تتجاوز سنوات عمره الفني .

محبتي ..

رئيس التحرير