وجهت الفنانة المعتزلة شمس البارودي رسالة مؤثرة تمزج بين الرثاء والنعي والمديح لزوجها الفنان حسن يوسف، الذي رحل الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 90 عاما.
وقالت البارودي عبر صفحتها على “فيسبوك”: “أحمد الله وأشكره وأرضى بقضائه سبحانه، وعزائي أنها دنيا فانيه سنتركها حتما، كل في ميعاده وحياتنا الحقيقية هناك ولقاؤنا الأحبة بإذن الله تعالى في جنات النعيم”.
وأضافت: “وحقا الفراق صعب بعد 52 عاما عشرة لرجل محب حنون طيب كريم، زوج وحبيب وعاشق يحتويني وعمري 26 عاما وهو 38، أنضج مني عقلا وخبرة فيغرقني بحبه وعطائه واهتمامه بأدق التفاصيل التي تسعدني فيقدمها لي فأستغني عن الدنيا به”.
وتابعت: “الحياة في كنفه أمن وأمان وكأن الله وضعه في حياتي ليغير مجراها تماما، حبيبي يا حسن أنت معي في كل سكنات حياتنا لم ولن تفارقني يا حبيبي وكما وعدتني في آخر حديث لنا وأنت ممسك بيدي تضمها لصدرك وأنت على فراش مرضك تطمئنني أننا سنلتقي يا حبيبتي بإذن الله بركب التائبين العابدين المتيمين بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فى مستقر رحمته”.
وختمت:” لم تخلف معي وعدا أبدا، أحيا منتظرة لقائي بك وبكل الأحبة في مستقر رحمة الله وكرمه سبحانه، ففراقك ليس وداعا يا حبيبي بل وعد بلقاء المحب حبيبه”.
يذكر أن حسن يوسف وُلد في 14 إبريل 1934، وشارك في عدد من الأفلام التي تعد من عيون السينما المصرية، من بينها ” الخطايا” مع عبد الحليم حافظ، “في بيتنا رجل” مع عمر الشريف، ” الباب المفتوح” مع فاتن حمامة، “أم العروسة” مع تحية كاريوكا، “أنا حرة” مع لبنى عبد العزيز.
كما قدم عددا من المسلسلات هي الأشهر في تاريخ الدراما المصرية، مثل “ليالي الحلمية” و”زينب والعرش” و”إمام الدعاة” و”محمد رسول الله” و”زهرة وأزواجها الخمسة”.
ولم تخل الحياة المديدة للراحل من العديد من المفارقات، منها اعتزاله الفن مرتين، الأولى كانت في الثمانينيات من القرن الماضي حين تأثر، فيما يبدو، بالأفكار السائدة آنذاك، التي كانت تجعل من الفن مناقضا للروحانيات ويصطدم بالأخلاق الحسنة.
وسرعان ما عاد يوسف إلى تقديم عدد من الأعمال ذات المضمون الجاد والتاريخي، مثل مسلسلات “إمام الدعاة”، “العارف بالله”، “الإمام النسائي”، “الإمام المراغي”، بعد تاريخ حافل من الأفلام التي قدمها في الستينيات وتراوحت بين القضايا الاجتماعية والوطنية من جانب، وبين الكوميديا الخفيفة والرومانسية من جانب آخر.
وأكد حسن يوسف مرارا أنه لم يتورط في “تحريم الفن” أو القول بـ”حرمانية التمثيل”، سواء هو أو زوجته الفنانة شمس البارودي، مشيرا إلى أنه سأل ذات مرة الداعية الشهير الإمام محمد متولي الشعراوي عن كيفية الحكم على تجربته كممثل.
وأجابه الشعراوي بأن الفن عموما “مجرد قالب أو وعاء”، ولذا فإنه ليس جيدا أو سيئا في حد ذاته، وإنما العبرة بنوعية المحتوى الذي يحمله العمل الفني.