تعتبر إديت بياف أيقونة عالمية في مجال الغناء، وتعد المغنية التي نشرت بعد شارل ازنافور اللغة الفرنسية في العالم. غناؤها عكس حالة غريبة من الألم والبؤس الذين رافقا حياتها. كان ولا يزال صوتها كاسرا للقلوب. وقد قدمت بياف عدة أعمال مسرحية وسينمائية.
إديث جيوفانا غاسيون (19 ديسمبر 1915 – 10 أكتوبر 1963) كانت مغنية فرنسية اشتهرت بأداء الأغاني في الملاهي والحانات الفرنسية الحديثة. تُعتبر على نطاق واسع أعظم مغنية شعبية في فرنسا وواحدة من أكثر الفنانات شهرة في القرن العشرين.
على الرغم من السير الذاتية العديدة، فإن الكثير من حياة بياف غير معروف. تشير شهادة ميلادها إلى أنها ولدت في باريس في 19 ديسمبر 1915 في مستشفى تينون.
كان اسم ميلادها إديث جيوفانا جاسيون. اسم “إديث” مستوحى من الممرضة البريطانية إديث كافيل، التي أُعدمت قبل شهرين من ولادة إديث لمساعدتها الجنود الفرنسيين على الهروب من الأسر الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى. وبعد عشرين عامًا، اعتمدت إديث لقب المسرح “بياف ” وهو مصطلح فرنسي يعني “العصفور”.
والد إديث هو لويس ألفونس غاسيون[الإنجليزية] (1881-1944) وكان عازفًا بهلوانًا في الشوارع من نورماندي وله خلفية مسرحية، أما والدتها أنيتا جيوفانا ميلارد (1895–1945) فكانت مغنية وعازفة سيرك ولدت في إيطاليا وقدمت عروضها تحت اسم المسرح لاين مرسى انفصل والداها في 4 يونيو 1929
جدها لأمها هو أوغست يوجين ميلارد (1866–1912) وهو من أصل فرنسي وجدتها لأمها إيما (عائشة) سعيد بن محمد (1876–1930)، بهلوانية من أصل جزائري وإيطالي أما جدها لأبيها هو فيكتور ألفونس غاسيون (1850–1928) وجدتها لأبيها هي ليونتين لويز ديكامبس (1860–1937)، التي كانت تدير بيتًا للدعارة في نورماندي وكانت تُعرف مهنيًا باسم مامان تاين.
تخلت والدة بياف عنها عند ولادتها، فعاشت لفترة قصيرة مع جدتها لأمها إيما (عائشة) في بيثاني نورماندي. وعندما التحق والدها بالجيش الفرنسي عام 1916 للقتال في الحرب العالمية الأولى، أخذها إلى والدته التي كانت تدير بيتًا للدعارة في بيرناي، نورماندي. وهناك ساعدت البغايا في رعاية بياف كانت بيوت الدعارة مكونة من طابقين وسبع غرف، ولم تكن العاهرات كثيرات العدد (حوالي عشر فتيات فقيرات) كما ذكرت بياف لاحقًا. في الواقع، كانت خمس أو ست من هؤلاء النساء مقيمات دائمات في حين انضمت اثنتي عشرة إضافية إلى بيت الدعارة خلال أيام التسوق وفترات الازدحام الأخرى. كانت مديرة بيت الدعارة تدعى “مدام غابي” واعتبرتها بياف مثل عائلتها تقريباً؛ وفي وقت لاحق، أصبحت عرابة دينيس غاسيون (أخت بياف غير الشقيقة المولودة في عام 1931).
من سن الثالثة إلى السابعة، زُعم أن بياف أصيبت بالعمى نتيجة لالتهاب القرنية. وفقًا لأحد كتاب سيرتها الذاتية، فقد استعادت بصرها بعد أن قامت عاهرات جدتها بجمع الأموال لمرافقتها في رحلة حج لتكريم القديسة تيريز دو ليزيو. ادعت بياف أن هذا أدى إلى شفاءها بمعجزة.
في أوائل عام 1963، وبعد وقت قصير من تسجيل أغنية “L’Homme de Berlin” مع زوجها ثيو سارابو، دخلت بياف في غيبوبة نتيجة إصابتها بسرطان الكبد. نقلت إلى فيلتها في بلاسكاسير على الريفييرا الفرنسية، حيث قدم لها الرعاية زوجها سارابو وأختها غير الشقيقة سيمون بيرتو . على مدى الأشهر التالية، كانت تصاب بنوبات غيبوبة متكررة، وتوفيت في نهاية المطاف عن عمر يناهز 47 عامًا في 10 أكتوبر 1963.
وكانت كلماتها الأخيرة: “كل شيء لعين تفعله في هذه الحياة، عليك أن تدفع ثمنه” ويقال إن سارابو نقل جسدها سرًا من بلاسكاسير إلى باريس حتى يعتقد المعجبون أنها ماتت في مسقط رأسها.
دفن رفات بياف في مقبرة بير لاشيز في باريس، حيث يعتبر قبرها من بين أكثر الأماكن زيارةدفن في نفس القبر والدها، لويس ألفونس غاسيون وزوجها الثاني ثيو سارابو.