في افتتاح الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، خطف فيلم “سوار” الأنظار باعتباره أول فيلم روائي طويل يتم عرضه في افتتاح المهرجان منذ تأسيسه، العمل من إخراج أسامة الخريجي ويستند إلى قصة حقيقية مؤثرة حدثت في السعودية قبل نحو عشرين عامًا، حيث تم عن طريق الخطأ تبديل طفلين حديثي الولادة أحدهما سعودي والآخر تركي في أحد المستشفيات، لتتكشف الحقيقة بعد سنوات من خلال تحاليل الحمض النووي، ويجد كل من العائلتين أنفسهم أمام صدمة الواقع الذي يصطدم بروابط الحب والأسرة التي تشكلت على مدار سنوات
الفيلم يتناول هذه القصة من منظور إنساني عميق ويطرح أسئلة وجودية حول معنى الهوية والانتماء والعائلة، وقد تم تصويره في محافظة العلا التي جسدت بيئة مدينة نجران ضمن أحداث الفيلم، ويُعد “سوار” إنتاجًا سعوديًا بامتياز حيث يشكّل السعوديون أكثر من 80% من طاقم العمل، في خطوة تعكس دعم المواهب المحلية ونهضة الصناعة السينمائية في المملكة .
عرض الفيلم كان في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” بمدينة الظهران وشهد حضورًا واسعًا من صناع السينما والجمهور، وتخلل الفعالية أيضًا تكريم الفنان السعودي إبراهيم الحساوي، في أجواء احتفالية تؤكد على تطور الحراك الثقافي والفني في المملكة.
معلومة حصرية:
خلال تحضيرات الفيلم، واجه طاقم العمل تحديًا إنسانيًا غير مخطط له حين تواصلت أسرة سعودية حقيقية كانت قد عاشت تجربة مشابهة لتبديل الأطفال في أحد مستشفيات المملكة قبل سنوات، وطلبت مقابلة المخرج أسامة الخريجي سرًا بعد قراءتهم عن قصة الفيلم في إحدى نشرات المهرجان.
وبحسب المصدر، تم اللقاء بالفعل خلف الكواليس، وأثر بشكل عاطفي عميق على المخرج وطاقم الكتابة، مما دفعهم إلى تعديل بعض مشاهد النهاية ليكون الختام أكثر اتزانًا وإنسانيًا، ويُراعي أبعاد القصة الواقعية، حيث تم حذف مشهد كان يُظهر أحد الآباء يتخلى عن الطفل الذي ربّاه، واستبداله بمشهد أكثر دفئًا يحترم مشاعر الطرفين.