تصمت شمس طويلاً عن الغناء لكنها ماتلبث ان تعود بقنبله ونقله غنائيه موقوته ، دائما مااسألها : لماذا لاتغنين في لقائاتك ؟ فترد : لأنهم يطلبون إجابات لأسئله تدور في خواطرهم ومتى ماطلب مني الغناء فسأغني لأني في الأساس مطربه .
شمس فعلاً مطربه وصاحبة صوت مختلف ومتجدد بتجدد الآلات الموسيقيه وإختلاف الوقت والعصر ، تواكب الزمن لتأتي بالجديد ، وعند البحث في أعمالها سوف تجد انها صالحه لكل زمن ولكل حين ، وغالباً ماتسبق اعمالها عصرها في التوزيع او الفكره او تصوير الفيديو المصاحب لنقلتها الفنيه التي تخطط لها .
في فيديو كليب شيزوفرنيا مثلاً والذي اطلقته شمس مساء امس جاء حضورها مختلفاً كما هي شخصيتها المختلفه والإستثنائيه ، اعجبني ذلك البذخ في الفيديو كليب والتغيير في كل لوحه وكأنك امام فيلم سينمائي يوثق مراحل مختلفه في الحياه ، لن تجد هذه المتعه النظريه إلا في اعمال شمس وزميلتها المطربه الكبيرة سميرة سعيد .
وللأمانه الصحفيه ، قبل كل مقال اكتبه يجب ان ابحث عن الشخص واعماله مهما كان قربه مني لأن الأراء المختلفه تخلق الإبداع ، لكن حقيقة ابتسمت كثيراً عندما شاهدت احد النقاد والذي اعتقد انه كان ينتظر الوقت الذي تطرح فيه شمس عملها الغنائي لينهال عليها بوابل من الإسقاطات الغير صحيحه فمثلاً يقول ان الكابتشينو له علاقه بالشيزوفرنيا ولايمكن تقديم رساله عبر الأغنيه ، لااخفيكم انني اقفلت الفيديو بعد جملته تلك وعرفت انه من الفلول الذين يحاولون إقتفاء اثر الشهره في ارض رمضاء ومليئه بالوحل .
شيزوفرنيا هي حاله تعبر عن شمس وعن شخصيتها فهي لاتهتم بما يقال وتصنع من كل كلمة سيئة او ردة فعل سلبيه درع واقي ، ولها محبوها وجمهورها الحقيقي الذي يعشقها ويتابع اعمالها وحضورها بشغف شديدين .
شمس خلقت حاله مختلفه في الفن والموسيقى ، فمن يعرفها عن قرب يقدر مدى قيمة ماتقدمه وقلبها الطيب ومساعدتها لمن عرفت ومن لم تعرف .
شمس تعرف جيداً ان الغناء لاقيمة له إذا لم يكن المطرب شاعراً بتلك القلوب التي تحيط به ، وتنظر له بعين الإعتبار ولتلك العيون التي ترقبها إما بحب او بغيره شديدتين .
والحديث ذو شجون عن شمس الأغنية الخليجيه ، فمثلاً رحلتها المكوكيه التي قامت بها في ارجاء حبيبة قلبها السعوديه كان لها بالغ الأثر فقط هبطت طائرتها في السعوديه وحلت في كل قلب .
زرعت الفرح والبهجه واسعدت الناس وساهمت بفيديوهاتها المنتشره في بث السعاده في قلوب من يعيشون في الظل ، وبالرغم من شهرة سنابها ووصوله للملايين من المتابعين إلا انني لم اجد شمس في يوم من الأيام تروج لمنتج او تسعى لكسب مال او تستجدي شركات مستحضرات التجميل فهي في غنى عن كل هذا الإسفاف لأنها تحاول إنارة العقول وتثقيف الناس ومتابعيها ، وكان لها ماحصل .
كل ماعلينا في مقتبل الأيام ان نشاهد ونرى حضورها المبهج والذي تعدى كونها فنانه تغني لتكون ايقونة ثقافة وإنسانه صاحبة رساله هادفه ونبيله حتى وإن اختلف حولها من اختلف فكما اسلفت ” الإختلاف يصنع الإبداع ” .