يصعب الكتابة عن احلام او عن تطورها الفني الشديد الصاروخية ، احلام لم تعد مطربه فحسب بل اصبحت ايقونة فنية في عالم الغناء والفن والإختيار .
بالتأكيد كتب عن هذه الفنانه العصامية الكثير لكن لعلي سوف اسرد بعض من نجاحات هذه المطربة التي اصبحت خلال مشوارها الفني نموذج رائع للفنان المكافح الذي يبحث دائما عن الأفضل في الردهات والشوارع وحتى دهاليز الفن الضيقه .
لفت انتباهي ماقدمت مؤخرا في ” ميني البوم السيدة الأولى ” والذي ارى انه اضاف لأحلام الكثير اولاُ تلك المواضيع التي طرقتها في الألبوم من أغاني باللغة العربية الفصحى التي قد تكون اندثرت منذ سنوات بعد توقف كاظم الساهر وماجدة الرومي وغيرهم ممن حملوا لواء هذا النوع من الأغاني التي تحمل طابع الكلمه الفصيحه .
ومن وجهة نظري المتواضعه ارى ان الموسيقار طلال استطاع ان يختار في هذه المره الصوت الأهم في العالم العربي وفي الخليج ليطلق من خلاله اغاني ليست للمستمع العادي وإنما لمن يعرفون قيمة الأعمال التي يصعب الحصول عليها هذه الأيام من افواه المطربين والتي تحمل جمال ثلاثي الأبعاد سواء من ناحية الكلمه او اللحن او طريقة الأداء التي يطرقها الفنان .
استوقفتني الكثير من الأبيات في تلك الرائعه التي شدت بها السيدة الأولى احلام في اخفى الهوى حين تقول :
أُخفِي الهَوَى وَمَدَامِعِي تُبْدِيهِ
وَأُمِيتُهُ وَصَبَابَتِي تُحْيِيهِ
وَمُعَذِّبِي حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفٌ
قَدْ جُمِعَتْ كُلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ
يا مُحرِقًا بالنارِ وَجْهَ مُحِبِهِ مَهلاً فإِنّ مَدامِعي تُطفِيه احْرِق بها جَسدي وكُلَ جَوارِحي واحْرِصْ على قلبي فَإِنَكَ فيهِ
هنا استطاعت احلام ان تقفل جميع الملفات ويقف المستمع عند جمال هذه التراتيل لأبن الفارض مع اللحن الذي صنعه الموسيقار باللون الصنعاني ، كما ان لأبن الفارض حكايات اخرى منها :
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا
سر أرق من النسـيم إذا سرى
وأباح طرفي نظرة أملتها
فغدوت معروفا وكنت منكرا
فدهشت بين جماله وجلاله
وغدا لسان الحال مني مجهرا
ولعل الموسيقار السعودي طلال صاحب الحس المرهف وصانع بصمة النجاحات مع اهم الفنانين استطاع هذه المره أيضاً ان يختار الصوت الأجمل في تقديم هذه الأعمال ليطرق من خلال منبر صوت احلام الوان جديدة ويكشف في حنايا صوتها الرخيم مساحات لم تكن قد اكتشفت فكان لروعة الأختيار والاداء الراقي الجميل نصيبه من النجاح . خمس اغاني مفصلية في خاصرة الفن ، اهدت لنا صوت لطالما حلمنا ان يقدم مثل هذه الأعمال بصوت مخملي يحمل في حناياه نسائم الخليج .
ولاعيب في ان نقول ان احلام قد تغيرت كثيراُ عن ذي قبل فقد اصبحت طاقة إيجابيه للجميع إبتعدت عن الخلافات بعد ان ادركت ان البقاء لفنها وجمال صوتها الآخاذ .
برنامج ” الف ليلة وليله ” الذي يذاع حالياُ على تلفزيون ابوظبي اجده من ارقى البرامج التي قدمت في الفترة الأخيرة ، ابتعدت ام فاهد عن ” صوت الأناء ” وقدمت زملائها الفنانين بحب وتقدير واحترام ولقد استوقفني حواراتها الشيقه مع نجوم ومدى الإحترام والأدب الذي تتعامل فيه مع من سبقوها وخصوصاً حلة الديفا سميرة سعيد والأستاذ خالد عبدالرحمن ، نظرات احلام في هذه الحلقات كانت شبيهه بطفل يشاهد جماليات لم يراها من قبل .
عن نفسي احب كثيراً احلام واعشق صوتها واختياراتها وكم رافقنا مسيرتها الفنية الطويلة التي بدأت قبل 29 عاماً بنجاحات مبهره ، تعبت وكافحت واجتهدت وهاهي تجني ثمار جهدها المظني .
شكراُ احلام لأنك موجوده بيننا ، إستمري في عطائك الفني فيوماُ من الأيام سيكتب التاريخ من هنا مرت مطربه كونت امبراطورية رائعه ” اسمها احلام ” .