مقالات مهمة
اخبار فنيةسوشيال ميديامشاهير العرب
أخر الأخبار

24 عاماً على رحيل صوت الأرض طلال مداح

نقلاً عن ارم نيوز :

حلت مساء امس 11 أغسطس ذكرى رحيل “الأب المؤسس” و”الرائد الأول” للأغنية السعودية طلال مداح بعد مسيرة ممتدة وضع فيها الملامح الأولى للهوية الخليجية في الفن والموسيقى.

وتوفي مداح في عام 2000 بمشهد أسطوري على طريقة أبطال التراجيديا الإغريقية، إذ توقف قلبه فجأة عن الخفقان، وهو يشدو مترنما بأحدث أغنياته، محتضنا العود، ويميل بجانبه ويسقط أرضا على مسرح “المفتاحة” في مدينة أبها، وسط الآلاف من الجماهير الغفيرة التي أصابتها صدمة مروعة.

من هو طلال مداح؟

اسمه الأصلي طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، ولد في 5 أغسطس 1940، بمكة المكرمة. 

توفيت والدته وهو لا يزال طفلا صغيرا، فتولت خالته تربيته، وأحبه زوجها “علي مداح ” وعامله كما لو كان ابنه، فما كان من الصبي، إلا أن الحق اسم زوج الخالة باسمه، حين كبر وأطلق على نفسه “طلال مداح” ليصبح اسما على مسمى، وتستدعي كل “إطلالة” له المزيد من “المديح”. 

والتحق طلال بالمدرسة في مدينة الطائف، وذاع عنه عذوبة صوته وجمال مخارج الحروف لديه، فعرف النجومية بين أقرانه، وصار مطرب الحفلات المدرسية الأول. 

شغفه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب حبا، وتتلمذ على يديه مطربا وملحنا، لكنه حين ذاعت شهرته رفض أن يوقع عقد احتكار لصالح شركة الإنتاج الفني التي يمتلكها عبد الوهاب، وأصر على استقلاليته حتى يكمل مسيرته في التأسيس لهوية غنائية وموسيقية تعكس خصوصية وثقافة منطقة الخليج.

 وجاءت أغنيته الأولى “يا زارع الورد”، 1959، بمثابة قفزة كبرى إلى الأمام على طريق الفن السعودي، فقد حملت خصوصية البيئة مع الاستفادة من المدرسة الغنائية المصرية التي غزت العالم العربي عن طريق عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ. 

وتم تسجيل الأغنية عام 1961 لتكتب التاريخ كأول أغنية عاطفية تُسَجَّل في الإذاعة السعودية التي كانت حتى هذا التاريخ لا تبث إلا الأغاني الوطنية فقط. 

وتوالت أغنياته التي يمتزج فيها الشجن بلوعة الحزن الشفيف مع صوت عميق صادح مثل “أغراب”، “ما أطولك يا ليل”، “غربة وليل”، “تعب الطريق”، “العشق”، “نام الطريق”، “الموعد الثاني”، لتصبح قناديل تضيء رحلة الفن الخليجي في بداياته الأولى الصعبة وسط بيئات اجتماعية لا تشجع الموسيقى، آنذاك، أو تدعم الغناء كما يحدث الآن.

وتعد “مقادير” أشهر أغنياته التي أطلقها للمرة الأولى وسط 40 ألفاً من الجماهير بنادي “الترسانة” الرياضي بالقاهرة لتحقق انتشارا مدهشا على المستوى العربي، ويحاول كثيرون إعادة تقديمها بلمسة خاصة منهم مثل وردة الجزائرية ومحمد عبده. 

وحرص طلال مداح على تأكيد الهوية السعودية لأعماله من خلال التعاون مع عدد من الشعراء السعوديين البارزين، مثل الأميرين محمد العبد الله الفيصل وبدر بن عبد المحسن، فضلا عن الملحن سراج عمر. 

وكان التلحين رافدا أساسيا في تجربته سواء ما لحنه لنفسه أو ما لحنه لغيره، وبلغ 350 عملا، تعاون فيها مع أسماء بارزة مثل فايزة أحمد ووردة الجزائرية وسميرة سعيد وعبادي الجوهر ورجاء بلمليح. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى