“من الاحتفال إلى الاعتذار”.. فنانو سوريا يتنفسون بعد سقوط الأسد

تقرير صدام مقدادي – ارم نيوز :

في لحظة تاريخية مفصلية، سقط النظام، وكان لأصوات الفنانين السوريين حضور خاص، حيث تحولت منصاتهم إلى منصات تعبير عن الفرح، الانتظار الطويل، والتغيير المنشود. منذ أن تحققت تلك اللحظة التي حلم بها ملايين السوريين، وقد عبر الفنانون عن مشاعرهم التي تراوحت بين الاحتفال بالسقوط، والاعتذار عن مواقف الماضي، والسخرية من سنوات القمع. من خلال رسائلهم المؤثرة على مواقع التواصل، عبروا عن أملهم بسوريا جديدة.

فالفنان مكسيم خليل كان أول من عبر عن فرحته على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر قائلاً: “افرحي يا سوريا عدتِ حرة”.. كلمات قصيرة حملت في طياتها سنوات من الألم والانتظار. بينما جاء رد الفنان عبد الحكيم قطيفان أكثر تعبيراً، حيث نشر فيديو قال فيه: “اليوم ولدت سوريا العظيمة من جديد، صباحكم حرية وكرامة”.

أما المخرج ماهر صليبي، فقد تفاعل مع الحدث عبر “فيسبوك” مستهزئاً قائلاً: “طيب وينه؟ ما يطلع يحكي كلمتين”، في إشارة إلى اختفاء بشار الأسد بعد سقوطه.

رغم هذا الاحتشاد من الفرح، لم تخلُ الأجواء من لحظات الاعتذار.. الفنان أيمن زيدان، الذي كان من بين الذين خافوا من التعبير عن آرائهم في فترة حكم الأسد وفق وصفه، قدم اعتذاراً مؤثراً عبر “فيسبوك” قائلاً: “ربما كنا أسرى لثقافة الخوف أو خشينا من التغيير.. أشعر اليوم أنني شيّعت خوفي وأوهامي”، بينما أضاف الفنان سامي المصري كلمات محورية، وهو يغالب دموعه: “استنيني يا أمي، أخيراً رح شوفك بعد 14 سنة”.

ردود الفعل تعددت بين الاحتفالات الصاخبة والسخرية اللاذعة من النظام السابق، وصولاً إلى دعوات إلى التكاتف من أجل بناء سوريا جديدة، فالفنانة أمل عرفة وصفت صباح سقوط النظام بـ “صباح مختلف لدمشق”، بينما قالت الفنانة ليليا الأطرش: “ستزهر سوريا مرة أخرى”.

الممثلة يارا صبري المعروفة بمعارضتها لنظام الأسد علّقت قائلة: “سقط للأبد”، وأكدت أن سوريا للجميع.

المطربة أصالة نصري التي كانت منذ عام 2011 مع الثورة، علقت قائلة: “الله كريم والله رحيم وماكان عندي شك بعدل السما الحمد لله”.

وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات الفرح، كانت هناك رسائل تدعو للوحدة والتضامن، خاصة مع دعوات المخرجة رشا شربتجي: “بلدنا بحاجة إلى ناس تحبها وتساعدنا لنكسر الخوف بداخلنا”.

أما الممثل مازن الناظور، فحرص بدوره على نشر رسالة عبر حسابه على إنستغرام نصح فيها الأسد بتقديم نصائح للتعامل مع السجناء والمعتقلين عقب خروجهم من سجون النظام للحفاظ على حياتهم، خاصة أنهم لم يروا الشمس منذ فترة طويلة.

على الرغم من المواقف المتنوعة التي أظهرت تبايناً في المشاعر بين الاحتفال والفكر السياسي، يظل الأمل هو السمة المشتركة بين معظم الفنانين السوريين.. هذا الأمل الذي يعبر عن حلم سوريا جديدة تتنفس الحرية، من دون قهرٍ ولا خوف.