شارع الأعشى مسلسل يحكي روايات السبعينات .. يتخطى حدود الإبداع عبر الأزمنه

 كل عام وانتم بخير ، بصراحه منذ فترة طويله وربما من العام الماضي لم يشد إنتباهي مسلسل خليجي وتحديداً سعودي كما شدني مسلسل شارع الأعشى المأخوذ عن رواية الزميلة والدكتورة  الكبيرة بدرية البشر ، والذي يحكي قصة ثلاث فتيات عشن في حقبة منتصف السبعينات وسعين جاهدات للحصول على مايطمحن له بالرغم مشقة التحدي .هذه الرواية التي حققت العديد من نجاحات وكانت صرخه في وجه جميع التحديات التي واجهتها المرأه عادت مجدداً في شكل مسلسل رمضاني يعتبر من أضخم الإنتاجات التي رأيتها عبر قناة mbc  ، هذه القناة التي تجاوزت ان يكون في الأعمال حتى لو أخطاء صغيره فهي تسعى للكمال الدائم .

ابهرني عبق التاريخ القادم من وراء شاشة التلفاز ، ابهرني الديكور الجميل ، ابهرتني الأزياء ، أبهرني دخول التلفاز الملون بالكرتون في السيارة القديمه ، ابهرني اجتماع العائلة لسماع اول مكالمة تلفونية ، بالمختصر كل مافي العمل مبهر ورائع اعود للمسلسل ومن قدموا أدوار الرواية ولنبدأ بالرائعه إلهام العلي التي بالرغم من الإنتقادات التي تواجهها إلا انها استطاعت ان تعيش هذا الدور بالرغم من صغر سنها  وفي  دور وضحى وهي بطلة هذه القصة  وكذلك أبو إبراهيم الفنان خالد صقر الذي تطور أدائه بشكل كبير في هذا العمل  .

كما ان حضور الوجوه الشابه في العمل مثل لمى الكناني وآلاء وبراء عالم أضاف للعمل بعد آخر ، فكأنك ترى هذه الأسماء لأول مره بالرغم من شهرتها في عالم السوشال ميديا وبرامجه ، وقد استوقني أداء لمى الكناني او لمى عبدالعزيز وموهبتها القادمه بسرعة الضوء وبراء عالم الوجه الشاب وكذلك الأء سالم.

لمى عبدالعزيز

 ولااخفيكم سراً أنني بدأت بعقد مقارانات من الجوانب الفنية بين أداء هذه الوجوه الشابه وبين أداء الفنانين الكبار الذي اعتقد ومن وجهة نظري ان الشباب تفوقوا في إبداعاتهم على من سبقوهم بالرغم من طول المشوار القادم ومحاولة إثبات الوجود لكن بوادر النجاح والتحدي والإصرار في عيون الفنانين جاء بشكل مختلف واقنعني بأن هؤلاء الأصدق في التعبير وفي أداء الأدوار  .

الآء سالم 

ولعلي أيضاً اعود على قصة العمل الجميله التي ابدعت فيه كاتبتنا الرائعه وهذه الملحمه الفنيه التي وثقت حقبه زمنيه فيها العديد من الحراك الثقافي والديني والإجتماعي وتصادم الأفكار مع بعضها ومحاولة إثبات الأحقيه في العيش كما يريد الإنسان بنوعه الذكوري والأنثوي وبأن أخلاق الشخص وتربيته هي الأساس في كل هذا .

ولن اجامل في هذه النقطه فما رأيته في هذه الروايه لاسيما وانني قد قرأتها في وقتها إلا أنني سوف اقارنها بما يكتب للدراما في الوقت الحالي ، وبالرغم من كل الإمكانيات المتاحه وكل السبل المتوفره للإبداع إلا أننا مازلنا نعاني من ازمة النص الدرامي ولعلنا وجدنا ضالتنا في هذا العمل ، ولدى الدكتورة بدرية البشر دور مهم في قادم الأيام فلعلها تثرينا بالمزيد من هذه الأعمال التاريخيه وربما في هذا الوقت ومن وجهة نظري أنها سوف تتفوق .

بدرية البشر

شارع الأعشى مسلسل رائع بكل المقاييس وزاد حماسي له في كل حلقه بفضل جهود الفنانين والمخرج وطاقم التصوير وقناة mbc  التي تبحث عن المميز دائما ، شكراً من القلب لكم على هذا الإبداع الوطني السعودي والذي نفتخر به.

حسن النجمي  – رئيس التحرير